الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

اليوم العالمي للعمل الإنساني يبرز جهود المغرب لمواساة ضحايا الفواجع

المغرب
المغرب

اليوم العالمي للعمل الإنساني يبرز جهود المغرب لمواساة ضحايا الفواجع

بعدما أقرته الأمم المتحدة ضمن أيامها الدولية المحتفى بها سنويا، خلدت دول المعمور، الاثنين، “اليوم العالمي للعمل الإنساني 2024″، الذي يصادف الـ19 من غشت من كل عام، ويسلط الضوء على ما يقوم به العاملون في العمل الإنساني بمناطق الصراعات، ولإحياء ذكرى من سقطوا ضحايا أثناء انخراطهم في أعمال من أجل القضايا الإنسانية.

بحسب معطيات أوردتها منظمة الأمم المتحدة، فإن اليوم العالمي للعمل الإنساني تم إقراره بقرار من الجمعية العامة، وهو عبارة عن حملة ينظمها “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية”.

وسجلت الأمم المتحدة، في معلومات نشرتها بمناسبة الاحتفاء بهذا اليوم، أن “عام 2023 هو الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني”، منبهة إلى أنه “من المتوقع أن يكون عام 2024 أسوأ”.

وبحسب الهيئة الأممية ذاتها، “تكشف هذه الحقائق عن واقع صارخ؛ فـالعالم عاجز على مساعدة العاملين في المجال الإنساني، وبالتالي الأشخاص الذين يخدمونهم. وعلى الرغم من القوانين الدولية المقبولة عالميا لتنظيم سلوك الصراع المسلح والحد من تأثيره، فإن انتهاكات هذه القوانين مستمرة بلا تحد أو رادع. وبينما يدفع المدنيون، بمن في ذلك العاملون في مجال الإغاثة، الثمن النهائي، يواصل الجناة التهرب من العدالة”، ترصد منظمة الأمم المتحدة.

وفي دعوة صريحة، لفت المصدر ذاته إلى أن مناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني لهذا العام تلح بمطالب “إنهاء هذه الانتهاكات والإفلات من العقاب”، معتبرا أن “الوقت حان لأصحاب السلطة لإنهاء الإفلات من العقاب والعمل من أجل الإنسانية”.

قيمة متجذرة

يوسف الشفوعي، عضو الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب مؤسس “جمعية أمل سلا”، قال إن “اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يتزامن والـ19 من غشت من كل سنة، هو محطة للوقوف على هاته القيمة الإنسانية السامية المتجذرة في الشعب المغربي منذ قرون”.

وأضاف الشفوعي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية حول الموضوع، أن هذا “ما تؤكده بعض الأحداث الدولية أو الوطنية المؤلمة”، مسجلا أن “أبرز ما يمكن الحديث عنه كمغاربة هو إنسانية الملك محمد السادس في تعاطيه مع القضايا الراهنة، خصوصا الجسر الإنساني الذي تم فتحه استثنائيا لإيصال مساعدات إنسانية إلى ساكنة غزة، وغيرها من المكرمات الإنسانية لجلالته”.

داخليا ووطنيا، أبرز الفاعل المدني المهتم بالشباب والعمل الاجتماعي أن “الملك محمدا السادس ما فتئ يكرس قيم التضامن والعمل الإنساني منذ توليه العرش عبر انخراطه الفعلي من خلال أنشطة مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ثم حرصه على دعم العمليات الإنسانية في الجبال والقرى وتمكين المواطنين من الخدمات الأساسية، فضلا عن تقديم مساعدات عينية”.

“لا يمكننا ونحن بصدد الحديث عن اليوم العالمي للعمل الإنساني أن نتجاوز ثورة ملك وشعب في الإنسانية من خلال المحنة الأليمة لزلزال الحوز، الذي يعد ملحمة إنسانية خالدة للشعب المغربي الذي أبان عن تضامن قل نظيره وتقديم يد العون للمتضررين”، يستحضر الشفوعي في حديثه لهسبريس.

في السياق ذاته تابع قائلا: “كمسير لجمعية أمل سلا الحاصلة على صفة المنفعة العامة، أتذكر، بكل فخر، ما تم تسييره من قوافل إنسانية إلى المناطق المتضررة من الزلزال والقرى الجبلية حيث بلغت قيمة الدعم المتوصل به عينيا من منظمات مغاربة العالم وهبات عينية ما يفوق 3 مليارات سنتيم”، مبرزا أنه “تم تحويل التجهيزات شبه الطبية إلى مصالح وزارة الصحة بتنسيق مع السلطات المحلية بالأقاليم المتضررة، وهو نموذج مصغر للتضامن اللامشروط للمجتمع المغربي في محطات حزينة يتغلب على الصعاب خلالها بالتضامن والعمل الإنساني الجاد”.

وختم الشفوعي بأن “المغاربة ملكا وشعبا ما زالوا محافظين على روح التضامن والتلاحم لنصرة القضايا الإنسانية العادلة داخل المغرب وخارجه”.

“يوم للثناء والرثاء”

من جانبه، لفت عبد العالي الرامي، فاعل مدني رئيس الرابطة الوطنية للتنمية الاجتماعية والثقافية بالرباط، إلى أن اليوم العالمي الأممي للعمل الإنساني يشكل “مناسبة سعيدة لتخليد عطاءات من يضحون في سبيل أفضل سبل العيش للإنسانية، لكنها مناسبة حزينة هذه السنة بحكم أنها تأتي في ظرفية استثنائية عرفت تزايد عدد النزاعات المسلحة وتضييق مساحات العمل المدني الإنساني”، واصفا هذا اليوم بأنه “يوم عالمي للثناء والتقدير ولتقديم الرثاء أيضا في الآن نفسه”.

SHARE

Author: verified_user

0 Comments: