الثلاثاء، 24 يونيو 2025

إيران وتغلغلها في النسيج المغاربي والعربي: مشروع فوضى لا مقاومة

المغرب

 

إيران وتغلغلها في النسيج المغاربي والعربي: مشروع فوضى لا مقاومة

تثير التحركات الإيرانية في المنطقة المغاربية والعربية قلقاً متزايداً في الأوساط السياسية والأمنية، نظراً لما تحمله من مؤشرات واضحة على اختراق منظم للنسيج الداخلي لهذه الدول، تحت شعارات براقة مثل "دعم المقاومة" و"مساندة الشعوب"، بينما الواقع يُظهر مشروعاً توسعياً طائفياً يزرع الفوضى والانقسام ويهدد وحدة وسيادة الدول.

من الشرق إلى المغرب العربي: نفس الأسلوب، نفس الأهداف

لم يقتصر النفوذ الإيراني على المشرق العربي، حيث ترسّخ حضوره عبر أذرع ميليشيوية في كل من العراق، سوريا، لبنان، واليمن، بل امتد ليشمل المنطقة المغاربية، خصوصاً في الجزائر والمغرب.
في عام 2018، أعلنت المملكة المغربية بشكل رسمي عن قطع علاقاتها مع إيران، متهمة طهران بتسليح وتدريب عناصر من جبهة البوليساريو عبر ميليشيا حزب الله اللبناني، وبمساعدة السفارة الإيرانية في الجزائر. هذا الاتهام لم يكن مجرد مزاعم سياسية، بل رافقته أدلة وشهادات موثقة، أكدت حجم التغلغل الإيراني في قضية تمس وحدة المغرب الترابية بشكل مباشر.

مشروع ميليشيوي تحت غطاء المقاومة

ما تسعى إيران إلى تصديره ليس نموذجاً للمقاومة، بل مشروع ميليشيوي يهدف إلى إنشاء كيانات موازية للجيوش الوطنية، وتغذية النزعات الطائفية والانفصالية داخل الدول.
في كل دولة تنخرط فيها، تكون النتيجة واحدة: انهيار الدولة، ضعف المؤسسات، تنامي السلاح خارج الإطار الرسمي، وولاءات عابرة للحدود.

اختراق مجتمعي وثقافي منظم

إلى جانب الدعم العسكري واللوجستي للميليشيات، تستخدم إيران أدوات ناعمة لاختراق المجتمعات المغاربية والعربية: من خلال نشر التشيّع السياسي، تأسيس مراكز ثقافية ذات طابع مذهبي، وتمويل جمعيات تحمل خطاباً مزدوجاً بين الظاهر الثقافي والباطن السياسي.

هذه الأدوات تهدف إلى خلق قاعدة اجتماعية موازية، تدين بالولاء لطهران وليس للوطن.

الصمت تواطؤ

التعامل مع هذا الاختراق يتطلب موقفاً عربياً حازماً، مبنياً على التنسيق الأمني والموقف السياسي الموحد. فالصمت عن هذا التمدد ليس حياداً، بل تواطؤ ضمني يسمح بتفشي مشروع يهدد الأمن القومي العربي بشكل شامل.

المغرب نموذجاً للمواجهة

الموقف المغربي في 2018 كان رسالة قوية بأن وحدة الأوطان خط أحمر، وأن السيادة لا تُساوَم. هذا النموذج يجب أن يُحتذى به عربياً، لأنه يُدرك أن التعامل مع إيران لا يمكن أن يكون بسطحية أو تحت وهم "التقارب"، بل بفهم استراتيجي لطبيعة المشروع الذي تحمله.


إيران لا تدعم القضايا العربية، بل تستغلها. لا تدعم الشعوب، بل تخترقها. والمطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى هو وعي عربي جماعي بأن ما يجري ليس صراعاً طائفياً أو مذهبياً، بل معركة سيادة وهوية واستقرار، تتطلب وحدة الصف والموقف.


SHARE

Author: verified_user

0 Comments: