الاثنين، 30 سبتمبر 2024

المغرب تعزز التكيف مع تغير المناخ

المغرب
المغرب 


المغرب تعزز التكيف مع تغير المناخ 

يحمل الاقتصاد الأزرق (مصطلح اقتصادي يعني استغلال البيئة البحرية والحفاظ عليها) إمكاناتٍ كبيرة لخلق فرص العمل، حيث يولد بالفعل نحو 50 مليون فرصة عمل في عموم قارة أفريقيا.

وهذا الرقم مرشح للزيادة في العقود القادمة، ليصل إلى 78 مليون فرصة عمل متوقعة في القارة بحلول عام 2063.

وبالإضافة إلى خلق فرص العمل في القطاعات الزرقاء الحالية، مثل مصايد الأسماك والشحن البحري والسياحة الساحلية، فسوف يولد فرص العمل أيضاً في القطاعات الجديدة الناشئة؛ مثل التكنولوجيا الحيوية البحرية والطاقة المتجددة.

وإذا تمت إدارة الاقتصاد الأزرق على نحوٍ مستدام، فمن الممكن أن يصبح محركاً اقتصادياً يحقق العديد من المنافع؛ منها الأمن الغذائي، وزيادة فرص العمل، وتحسين سبل كسب العيش، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وزيادة القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ.

يستثمر المغرب بصورة جادة في اقتصاده الأزرق، حيث أنشأت الحكومة برنامجاً للاقتصاد الأزرق يركز على التنمية الاقتصادية وفرص العمل، والأمن الغذائي، وإدارة الموارد الطبيعية، بدعم من برنامج الاقتصاد الأزرق القائم على تمويل البرامج وفقاً للنتائج التابع للبنك الدولي.

غير أن تعظيم فوائد الاقتصاد الأزرق يتطلب معالجة الآثار الملحة لتغير المناخ، ويُعد المغرب “بؤرة مناخية ساخنة: حيث ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 0.2 درجة مئوية لكل عقد في المتوسط منذ ستينيات القرن العشرين، أي ضعف المتوسط العالمي البالغ 0.1 درجة مئوية لكل عقد.

ووفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن المتوسط السنوي لدرجة الحرارة السطحية في منطقة البحر المتوسط يزيد بالفعل بمقدار 1.5 درجة مئوية من مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وأصبحت الظواهر الجوية بالغة الشدة، مثل موجات الحر والجفاف أكثر تواتراً وشدة، مما يزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات.

يتعرض الساحل المغربي، الذي يضم نحو 80% من الصناعات في البلاد ويسهم بنحو 60% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، بشكل خاص لخطر آثار تغير المناخ.

ومنذ عام 1984 إلى عام 2016، بلغ متوسط تآكل السواحل 14 سنتيمتراً سنوياً على ساحل البلاد على البحر المتوسط و12 سنتيمتراً على ساحلها على المحيط الأطلسي، أي ما يقرب من ضعف المتوسط العالمي.

تحتاج جميع قطاعات الاقتصاد الأزرق في المغرب إلى بناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ لتمكين النمو المستدام، وخاصة السياحة الساحلية.

وبالإضافة إلى تآكل السواحل الذي يضر بالبنية التحتية السياحية الرئيسية، فقد تؤثر الأحوال الجوية المتغيرة أيضاً على سلوك السائحين.

وكانت بعض الدراسات ، أظهرت أنه بحلول عام 2030، من الممكن أن تصبح منطقة البحر المتوسط شديدة الحرارة بالنسبة للسياحة بسبب تغير المناخ، حيث أفاد ما يقرب من 70% من السائحين بأنهم سيغيرون وجهتهم إذا ارتفعت درجات الحرارة على نحو لا يمكن تحمله، كما أفاد أكثر من 80% من السائحين بأنهم سيذهبون إلى مقاصد أخرى كرد فعلٍ من جانبهم للأضرار الهائلة التي قد تلحق بالشواطئ.


 

SHARE

Author: verified_user

0 Comments: